أوكرانيا تحذر من "السيناريو الكوري"

الحرب
الحرب

جددت كييف تحذيراتها من سيناريو روسي محتمل لفرض خيار "خط العرض 38" بعد حديث سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني عن "السيناريو الكوري" وتقسيم البلاد إلى جزأين، اعتبره محللون غير مستبعد كون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يعود من المعركة خالي الوفاض بعد ما تكبده من خسائر في الجنود والعتاد.

 

تقسيم أوكرانيا

 

قال أوليكسي دانيلوف، سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، للتلفزيون الأوكراني:

 

الاتحاد الروسي قد يعرض على أوكرانيا "السيناريو الكوري" للهدنة، الأمر الذي يعني تقسيم أوكرانيا إلى قسمين.

يتم عرض السيناريو الكوري علينا حاليا.

الروس سيبتدعون الآن أي شيء، وأنا أعلم على وجه اليقين أن أحد الخيارات التي يمكنهم تقديمها لنا هو خط العرض 38.

والتقى نائب مدير مكتب الرئيس الروسي ديمتري كوزاك، سياسيين سابقين في أوروبا، ونقل من خلالهم رسالة مفادها بأن الروس مستعدون لتقديم تنازلات لإصلاح الوضع الراهن وإرغام أوكرانيا على الهدنة.

 

ممثلون كوريون أوضحوا، خلال اجتماع عقد مؤخرا، أن تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى جزأين على طول خط عرض 38 كان خطأ، لأن التنازلات التي تم تقديمها في الخمسينيات من القرن الماضي بعد نهاية الحرب بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية تؤدي حاليا إلى مشاكل.

ما المقصود بالسيناريو الكوري

 

كانت الإمبراطورية اليابانية تحتل شبه الجزيرة الكورية منذ عام 1920 وحتى الحرب العالمية الثانية عندما أعلن الاتحاد السوفيتي بالاتفاق مع أميركا، الحرب على اليابان.

نجح الاتحاد السوفيتي في إنهاء احتلال الإمبراطورية اليابانية لشبه الجزيرة الكورية حتى حد خط العرض 38، الذي مثل الحدود الحالية لكوريا الشمالية مع كوريا الجنوبية بعد إعلان الدولتين، كما استسلمت اليابان للقوات الأميركية جنوب هذا الخط.

اتفقت روسيا مع أميركا في عام 1945 إلى تقسيم شبه الجزيرة الكورية بناء على خط العرض 38، حيث سيطر السوفييت على المنطقة الواقعة شمالي هذا الخط (بيونغ يانغ)، واحتل الأميركيون المنطقة الجنوبية (سول).

الشرق والقرم

 

قال الأكاديمي والمحلل السياسي سعيد صادق، لـ"سكاي نيوز عربية":

 

حديث سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني عن السيناريو الكوري ليس مستبعدا، في ظل شبه توقف للحرب منذ أكثر من شهرين دون أي مكاسب لأي طرف.

بوتين لن يعود من أوكرانيا إلى شعبه خالي الوفاض، وإلا فإن ذلك يمثل نهايته، سيضغط الرئيس الروسي للحصول على مكاسب ولن يرضى بأقل من شرق أوكرانيا والاعتراف بضم شبه الجزيرة القرم.

بوتين بدأ الحرب من أجل تغيير الحكومة وضمان ولاء القائد الجديد لروسيا، لكن حاليا في ظل توسع الحرب ومقتل آلاف الجنود وخسارة العتاد وكذلك تأثير العقوبات الغربية لن يستطيع بوتين إنهاء الحرب دون مكاسب قوية على الأرض، ولذلك اتجه منذ نهاية مارس تركيز على دونيتسك ولوغانسك لاستكمال السيطرة الكاملة على المنطقة.

في ظل إصرار أوكرانيا على تحرير كامل الأراضي بدعم غربي واسع فإن الحرب غير مرجح أن تنتهي في القريب العاجل إلا بانتصار طرف وخسارة مدوية للآخر.

ترشيحاتنا